فصل: (سورة الأنبياء: الآيات 10- 13):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الأنبياء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:

.[سورة الأنبياء: الآيات 1- 3]:

{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)}.

.الإعراب:

{للناس} متعلق بـ: {اقترب}، الواو واو الحال {في غفلة} متعلق بمحذوف خبر المبتدأ هم، {معرضون} خبر ثان مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: {اقترب حسابهم} لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: {هم في غفلة} في محلّ نصب حال من الناس {ما} نافية {ذكر} مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتيهم {من ربّهم} متعلق بـ: {يأتيهم}، {محدث} نعت لذكر مجرور {إلّا} أداة حصر الواو حاليّة.
وجملة: {ما يأتيهم من ذكر} لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق.
وجملة: {استمعوه} في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم بتقدير قد.
وجملة: {هم يلعبون} في محلّ نصب حال من فاعل استمعوه.
وجملة: {يلعبون} في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
{لاهية} حال منصوبة من فاعل يلعبون، {قلوبهم} فاعل اسم الفاعل لاهية الواو استئنافيّة {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير فاعل أسرّوا، {هل} حرف استفهام فيه معنى النفي {هذا} مبتدأ {إلّا} أداة حصر {بشر} خبر مرفوع {مثلكم} نعت لبشر مرفوع، الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة الواو حاليّة.
وجملة: {أسرّوا النجوى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ظلموا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {هل هذا إلّا بشر} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: {تأتون} معطوفة على استئناف مقدّر أي تخطئون فتأتون..
وجملة: {أنتم تبصرون} في محلّ نصب حال من فاعل تأتون.
وجملة: {تبصرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.

.الصرف:

{محدث}، اسم مفعول من أحدث الرباعيّ فهو على وزن مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
{لاهية} مؤنّث لاهـ. اسم فاعل من لها يلهو، وفي لاه إعلال بالحذف، وفي لاهية إعلال بالقلب، أصله لاهوة، جاءت الواو متحرّكة بعد كسر قلبت ياء.

.البلاغة:

1- التنكير:
في قوله تعالى: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} التنكير في غفلة للتعظيم والتفخيم.

.الفوائد:

- قوله تعالى {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} فالذين ظلموا في إعرابها أقوال قد شملت أحوال الإعراب الثلاثة، لن نتعرض لسائر الوجوه التي ذهب إليها علماء النحو والتفسير. والتي منها: البدل، والمبتدأ، والفاعلية، والخبر، والمفعول، والمجرور. أقول: لن نتعرض إلا لمن زعم أنها فاعل: وهذا الفرض يقتضي أن نجمع الفعل في قوله تعالى أَسَرُّوا. وهذا الفرض من اللغات الضعيفة والتي أسماها النحويون لغة أكلوني البراغيث وكان حقه أن يقول: أكلني البراغيث. وكذلك كان المنتظر على فرض الذين فاعل أن يرد النص {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} الآية.
وعندنا أن هذا الفرض مرفوض تحاشيا للغات الضعيفة في القرآن الكريم، وطالما لدنيا في إعراب الذين وجوه تبعدنا عن مواطن الضعف.

.[سورة الأنبياء: آية 4]:

{قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السماء وَالأرض وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)}.

.الإعراب:

{في السماء} متعلق بمحذوف حال من القول الواو عاطفة {العليم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ربّي يعلم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يعلم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {ربّي}.
وجملة: {هو السميع} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

.[سورة الأنبياء: آية 5]:

{بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الأولونَ (5)}.

.الإعراب:

{بل} للإضراب الانتقاليّ في المواضع الثلاثة {أضغاث} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي ما أتى به من القرآن الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام لام الأمر، وعلامة الجزم في {يأتنا} حذف حرف العلّة {بآية} متعلق بـ: {يأتنا}، الكاف حرف جرّ وتشبيه، {ما} حرف مصدريّ، {أرسل} فعل ماض مبنيّ للمجهول {الأولون} نائب الفاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّل {ما أرسل} في محلّ جرّ بالكاف متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله يأتنا أي فليأتنا بآية إتيانا كإرسال الأولين.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: هو {أضغاث} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {افتراه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو شاعر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يأتنا} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم يكن كما قلنا وكان رسولا فليأتنا بآية.

.الفوائد:

قوله تعالى {بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ} لقد أضربوا عن رأيهم ثلاث مرات، باستعمال حرف الاضراب {بل}. وهذا يدل على مبلغ تحفظهم وترددهم وعدم ثبوتهم على رأي، وحيرتهم من أي باب يدخلون على النبي، ليضعفوا موقفه، ويثبطوا عزيمته، ويسفهوا رأيه. ألا ساء ما يفعلون.
كناطح صخرة يوما ليوهنها ** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

.[سورة الأنبياء: الآيات 6- 9]:

{ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكِناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) وما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (7) وما جَعَلْناهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وما كانُوا خالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نشاء وَأَهْلَكِنا الْمُسْرِفِينَ (9)}.

.الإعراب:

{ما} نافية {قبلهم} ظرف منصوب متعلق بـ: {آمنت}، {قرية} مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل آمنت الهمزة للاستفهام الإنكاري الفاء عاطفة.
وجملة: {أهلَكِناها} نعت لقرية في محلّ جرّ- على اللفظ- وجملة: {هم يؤمنون} لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنت، لاتفاق الجملتين بمعنى النفي، إذ الاستفهام إنكاريّ.
وجملة: {يؤمنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
{ما أرسلنا قبلك} مثل ما آمنت قلبهم {إلّا} أداة حصر {رجالا} مفعول به منصوب {إليهم} متعلق بـ: {نوحي}، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {كنتم} فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و{تم} ضمير اسم كان {لا} نافية.
وجملة: {ما أرسلنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما آمنت.
وجملة: {نوحي إليهم} في محلّ نصب نعت لـ {رجالا} وجملة: {اسألوا} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر يفسّره ما بعده أي: إن كنتم لا تعلمون فاسألوا..
وجملة: {كنتم لا تعلمون} لا في محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الجواب الأول.
الواو عاطفة {ما جعلنا} مثل ما أرسلنا.. و{هم} ضمير مفعول به {جسدا} مفعول به ثان منصوب، وجملة: {ما جعلناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة {ما أرسلنا}.
وجملة: {لا يأكلون الطعام} في محلّ نصب نعت لـ {جسدا}.
جملة: {ما آمنت من قرية} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما كانوا خالدين} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما جعلناهم..
{ثمّ} حرف عطف {الوعد} مفعول به ثان عامله صدقناهم الفاء عاطفة الواو عاطفة {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير الغائب في {أنجيناهم}.
وجملة: {صدقناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.
وجملة: {أنجيناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة صدقناهم.
وجملة: {نشاء} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {أهلَكِنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناهم.

.[سورة الأنبياء: الآيات 10- 13]:

{لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (10) وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوما آخَرِينَ (11) فَلَمَا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (13)}.

.الإعراب:

اللام لام القسم لقسم مقدّر {فيه} متعلق بمحذوف خبر مقدّم {ذكركم} مبتدأ مؤخّر مرفوع الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة.
جملة: {أنزلنا} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: {فيه ذكركم} في محلّ نصب نعت لـ {كتابا}.
وجملة: {تعقلون} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغاب عنكم ذلك فلا تعقلون..
الواو عاطفة {كم} خبريّة كناية عن عدد في محلّ نصب مفعول به مقدّم {من قرية} تمييز {بعدها} ظرف زمان منصوب متعلق بـ: {أنشأنا}، وعلامة النصب في {آخرين} الياء.
وجملة: {قصمنا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو على جملة جواب القسم- وجملة: {كانت ظالمة} في محلّ جرّ نعت لقرية.
وجملة: {أنشأنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة قصمنا.
الفاء عاطفة {لمّا} ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلق بـ مضمون الجواب أي: فوجئوا بالركض منها والضمير في {أحسّوا} يعود على أهل القرية {إذا} فجائيّة لا محلّ لها {منها} متعلق بـ: {يركضون}.
وجملة: {أحسّوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {هم منها يركضون} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يركضون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
{لا} ناهية جازمة، وعلامة الجزم في {تركضوا} حذف النون {إلى ما} متعلق بـ: {ارجعوا}، و{ما} موصول {فيه} متعلق بـ: {أترفتم}، {مساكنكم} معطوف على اسم الموصول بالواو، مجرور.
وجملة: {لا تركضوا} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: {ارجعوا} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تركضوا.
وجملة: {أترفتم} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {لعلّكم تسألون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تسألون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.البلاغة:

- التهكم:
في قوله تعالى {وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ}.
هذا التهكم: إما لأنهم كانوا أسخياء ينفقون أموالهم رئاء الناس، وطلب الثناء، أو كانوا بخلاء، فقيل لهم ذلك تهكما إلى تهكم، وتوبيخا إلى توبيخ. والمعنى أي ارجعوا إلى نعيمكم ومساكنكم، لعلكم تسئلون غدا عما جرى عليكم ونزل بأموالكم ومساكنكم، فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة.

.الفوائد:

- لمّا، ووجوهها الثلاثة:
نوهنا فيما سبق عن لما الظرفية أو الحينية. وسوف نقدم هنا للقارئ لما في سائر وجوهها:
أ- تختص بالمضارع، فتجزمه وتنفيه وتنقله من الزمن الحاضر إلى الماضي، شأنها شأن لم الجازمة.
ب- تختص بالماضي، فتقتضي جملتين وجدت ثانيتها لوجود أولاهما، نحو لما جاءني أكرمته. ولذلك تسمى حرف وجود لوجود، وهذه هي الحينية.
ج- أن تأتي حرف استثناء بمعنى إلا، وهذه تدخل على الجملة الاسمية، نحو {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْها حافِظٌ}.
هذه أقسامها الثلاثة أوردناها لك موجزة. وهذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن ثمة شؤونا جزئية أخرى، يمكن لمن يشاء. أن يطلبها في المطولات.

.[سورة الأنبياء: آية 14]:

{قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (14)}.

.الإعراب:

{يا} أداة تنبيه، {ويلنا} مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يا ويلنا} لا محلّ لها اعتراضيّة للتحسّر.
وجملة: {إنّا كنّا ظالمين} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كنّا ظالمين} في محلّ رفع خبر إنّ.